من هي ماجدة الرومي؟
تُعدّ ماجدة الرومي واحدة من أبرز الأصوات العربية الحديثة، وإحدى أهم رموز الموسيقى اللبنانية في العصر المعاصر. تميّزت بصوت أوبرالي قوي، وأساليب أداء تعتمد على المدرسة الكلاسيكية العربية الممزوجة بالنَفَس الشرقي الروحي. منذ انطلاقتها في سبعينيات القرن الماضي، رسّخت مكانتها كصوت راقٍ يعبّر عن الوطن والإنسان، مقدّمة أعمالًا خالدة تُعدّ من أبرز ما قدّمته الموسيقى العربية الحديثة.
النشأة والبدايات الفنية
وُلدت ماجدة الرومي في كفر شيما – لبنان، ضمن عائلة فنية عُرفت بحبها للموسيقى. والدها هو حليم الرومي، الموسيقار المعروف ومكتشف السيدة فيروز، ما ساعدها على التعرّف المبكر على أصول الموسيقى الشرقية، وعلى عالم التلحين والمدارس الصوتية.
بدأت مسيرتها فعليًا عبر مشاركتها في برنامج “استوديو الفن” عام 1974، حيث أثبتت قدرة صوتية غير اعتيادية جعلتها محطّ الأنظار منذ ظهورها الأول.
الانطلاقة نحو الاحتراف
توسّعت شهرة ماجدة الرومي في الثمانينيات والتسعينيات، فقدّمت حفلات ضخمة في العالم العربي وأوروبا، وأطلقت مجموعة من الأعمال الغنائية التي مزجت بين الكلمة الراقية واللحن الهادئ والعمل الأوركسترالي الرفيع. حرصت في مسيرتها على اختيار القصائد الفصيحة والأغاني ذات المضمون الإنساني، ما ميّزها عن العديد من الأصوات التجارية في عصرها.
أسلوبها الفني وتطوّرها الموسيقي
تتّسم أعمال ماجدة الرومي بالميزات التالية:
1. الأداء الكلاسيكي الشرقي
اعتمادها على الجوابات العالية والقرار الواضح، مع قدرة على الانتقال السلس بين الطبقات الصوتية.
2. اللجوء إلى الشعر الفصيح
أدت قصائد نخبوية لشعراء مثل نزار قباني، سعيد عقل، ريمون جبارة، وأنسي الحاج.
3. التعامل مع كبار الملحنين
تعاونت مع ملحنين من مدارس مختلفة، بينهم:
• جمال سلامة
• إحسان المنذر
• عبدو منذر
• كميل سلامة
• نور الملاح
4. الطابع الإنساني والوطني
تميّزت أغانيها بالعمق العاطفي والالتزام الثقافي، خصوصًا خلال الحرب اللبنانية.
أبرز الأغاني والأعمال الخالدة
أشهر أغاني ماجدة الرومي:
- كن صديقي
- اعتزلت الغرام
- كلمات
- ابحث عني
- يا بيروت
- غنّوا معنا
- طاقة فرح
- على قلبي ملك
- من زمان
أعمال وطنية مميّزة:
- نشيد الحب
- نشيد لبنان
- يا ست الدنيا يا بيروت
الألبومات وإصداراتها الفنية
أصدرت ماجدة الرومي عدداً من الألبومات التي تُعدّ من أهم الإنتاجات اللبنانية، ومنها:
- ماجدة الرومي (1977)
- أحبك جداً (1980)
- يا ساكن أفكاري (1986)
- كن صديقي (1994)
- اعتزلت الغرام (2006)
- نور من نور (2013)
تنوّعت هذه الأعمال بين الطابع الشرقي الكلاسيكي والموسيقى الأوركسترالية العالمية.
الأوسمة والتكريمات
حصدت ماجدة الرومي خلال مسيرتها العديد من الجوائز العربية والعالمية، أبرزها:
- درع من الجمعية المصرية للموسيقى
- أوسمة من رئاسة الجمهورية اللبنانية
- تكريمات من مهرجان الموسيقى العربية
- ميداليات من مؤسسات ثقافية عربية ودولية
وتُعتبر اليوم من الفنانات اللواتي ساهمن في ترسيخ صورة لبنان الثقافية والفنية في العالم.
ماجدة الرومي في الثقافة العربية
تجاوزت ماجدة الرومي كونها مطربة، لتصبح رمزاً ثقافياً. فصوتها يُستخدم في مناسبات وطنية وإنسانية، وتظهر أعمالها في المسارح والاحتفالات الرسمية. تعتمد الجامعات والمعاهد الفنية أغانيها كنموذج لدراسة الصوت الكلاسيكي العربي.
الحضور الإعلامي والحفلات
شاركت في مهرجانات كبرى مثل:
• مهرجان قرطاج الدولي
• مهرجان بعلبك
• مهرجان جرش
• دار الأوبرا المصرية
• حفلات باريس ولندن وروما
وتحظى حفلاتها عادة بطابع أوركسترالي ضخم يعكس رؤية فنية متكاملة.
الحياة الشخصية
رغم شهرتها الواسعة، حافظت ماجدة الرومي على خصوصيتها، مركّزة على رسالتها الفنية والإنسانية. عُرفت بمواقفها الوطنية الداعية إلى السلام والحوار، وبإسهاماتها في الأعمال الإنسانية والأنشطة الخيرية.
اقرأ ايضا :